استقبل رئيس مجلس الأمة, السيد عزوز ناصري اليوم الاثنين, سفير مملكة بلجيكا لدى الجزائر, السيد جين جاك كيريا, في زيارة مجاملة, تندرج في إطار تعزيز علاقات الصداقة والتعاون التي تجمع البلدين.
وأوضح البيان أن رئيس مجلس الأمة استعرض "واقع وآفاق العلاقات الجزائرية-البلجيكية, التي ما فتئت تشهد تطورا مطردا, وتقوم على أسس متينة من الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة, مستمدة جانبا هاما من قوتها من بعدها الإنساني والتاريخي", مذكرا بالمواقف "التضامنية التي أبدتها بلجيكا, حيث احتضنت شبكات دعم جبهة التحرير الوطني خلال الثورة التحريرية المجيدة, وما جسدته من دعم صادق لحق الشعب الجزائري في الحرية والاستقلال".
كما توقف السيد ناصري عند "القيمة الرمزية والتاريخية لشهر ديسمبر في الذاكرة الوطنية", متطرقا بشكل خاص إلى مظاهرات 11 ديسمبر 1960, التي شكلت "محطة مفصلية في تاريخ الكفاح الوطني وأسهمت في تدويل القضية الجزائرية وتعزيز حضورها في المحافل الدولية".
وبخصوص العلاقات الثنائية, دعا رئيس مجلس الأمة الى "ضرورة الرقي بها إلى درجات أعلى", داعيا الى "استغلال الفرص المتاحة والامتيازات التي نص عليها قانونا الاستثمار والمناجم, اللذان يعبران عن الديناميكية الجديدة التي يعرفها الاقتصاد الوطني بمبادرة من رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون , وهو ما سيسمح --كما أضاف -- بتنويع مجالات التعاون لتشمل قطاعات العدالة والصناعات الصغيرة والمتوسطة والثقافة".
وأبرز أيضا "أهمية البعد البرلماني كرافد أساسي للدبلوماسية الثنائية", حيث جرى بحث "سبل تعزيز التعاون والتنسيق بين البرلمان الجزائري وبرلمان بلجيكا الفدرالي, لاسيما من خلال تفعيل آليات الدبلوماسية البرلمانية وتكثيف تبادل الزيارات بين اللجان المتخصصة وتطوير عمل مجموعات الصداقة البرلمانية, بما يسمح بتبادل الخبرات التشريعية وتعزيز التشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك".
من جهته, أعرب السفير البلجيكي عن "اعتزازه بمستوى العلاقات الجزائرية-البلجيكية", مذكرا بيوم 11 ديسمبر في تاريخ العلاقات الثنائية, الذي شهد, سنة 1962, " ترقية التمثيل الدبلوماسي البلجيكي بالجزائر إلى مستوى سفارة".
وأبرز في نفس السياق أن هذه العلاقات "عرفت, على مدى أكثر من ستة عقود, توسعا متواصلا وتنوعا في مجالات التعاون السياسي والاقتصادي والتجاري, فضلا عن الشراكات المؤسساتية والأكاديمية".
وأعرب السفير البلجيكي خلال اللقاء عن أمله في "الإسراع في تكوين منتدى رجال أعمال جزائري- بلجيكي يكون دعامة لانطلاقة نوعية للتبادل الاقتصادي و التجاري وتوسيعه".
في ختام اللقاء، جدد الطرفان "التزامهما الراسخ بمواصلة الحوار وتوسيع آفاق التعاون بين الجزائر وبلجيكا، ليشمل جميع المستويات والمجالات، بما يعكس متانة الشراكة وروح الصداقة والتقدير المتبادل بين الشعبين".

