أشرف وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، ياسين المهدي وليد، اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة، على افتتاح النسخة الثالثة من الصالون الدولي للتمور، الذي تعرف نسخته مشاركة أكثر من 150 عارضًا وطنيًا ودوليًا، من منتجين، وحرفيين، وتعاونيات، وشركات ناشئة، ومراكز تقنية، وهيئات بحث.
وتُجرى فعاليات هذه التظاهرة الاقتصادية، المنظمة من طرف الغرفة الوطنية للفلاحة، تحت رعاية وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، إلى غاية الخميس المقبل بقصر المعارض بالصنوبر البحري، جناح القصبة "C".
وزيادة على المتعاملين الوطنيين، تعرف الطبعة مشاركة عارضين من تونس، وليبيا، وتركيا، وتنظيمات دولية مثل مجلس الأعمال الجزائري-الروسي، بالإضافة إلى عدد من السفراء وممثلي السلك الدبلوماسي بالجزائر.
وبالمناسبة، اعتبر الوزير أن هذا الصالون يشكل "نافذة مهمة للتعريف بالتمور الجزائرية التي تُعد ثروة كبيرة"، مشيرًا إلى أن "الإنتاج الوفير سيسمح بولوج أسواق خارجية جديدة".
كما أكد أن شعبة التمور الجزائرية مؤهلة لتشكل مصدرًا أساسيًا لتنويع الصادرات خارج المحروقات مستقبلًا، بالنظر إلى الطلب المتزايد عليها، وهو ما سيسمح أيضًا بإعطاء دفع قوي للقطاع الفلاحي الوطني، حاثًّا المشاركين على التوجه نحو تحويل التمور بالنظر إلى الدور المحوري للصناعة التحويلية في خلق القيمة المضافة.
وذكر الوزير بأن الجزائر نجحت مؤخرًا في إدراج الخصوصيات النوعية للتمور الجزائرية، ولا سيما "دقلة نور"، ضمن المعايير الدولية المعتمدة في هذا المجال، وذلك خلال مشاركتها في أشغال الدورة الـ48 لهيئة الدستور الغذائي (Codex Alimentarius)، المنعقدة بمقر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بروما (10-14 نوفمبر الجاري)، مبرزًا أن التمور الجزائرية تُصدّر نحو 90 دولة أجنبية.
من جهته، أوضح رئيس الغرفة الوطنية للفلاحة، محمد يزيد حمبلي، أن هذا الصالون يهدف إلى تجميع الفاعلين في شعبة التمور للتواصل والتفاعل، وتحسين جودة المنتوج، وترقية التصدير، وعرض المشتقات المتنوعة للتمور للجمهور والمهتمين.
وعلى هامش التظاهرة، تُنظّم محاضرات وورشات عمل حول استدامة الفلاحة الصحراوية، والتنوع الوراثي للملقّحات، وعصرنة شعبة التمور، والزراعة البيولوجية، وأهمية التمور في الأمن الغذائي الوطني، بمشاركة خبراء وباحثين وطنيين ودوليين. كما سيتم تنظيم دورة تكوينية لفائدة المهنيين حول توضيب وتصدير التمور.
وتعد شعبة التمور الجزائرية، حسب الغرفة، موروثًا تاريخيًا وقيمة غذائية واقتصادية هامة، حيث تضم أكثر من 19 مليون نخلة و1000 صنف، مشيرة إلى أن معدل الإنتاج بلغ بين 2021 و2023 أكثر من 11.5 مليون قنطار، مع تصدير حوالي 780 ألف قنطار من التمور الطازجة و50 ألف قنطار من الجافة، ما يعكس أهميتها في الاقتصاد الوطني، خصوصًا صنف "دقلة نور" المصنف دوليًا كأول منتج من حيث الجودة.

